قلبي .. مقبرة أحلامي

أحيانا أصدم بصمتي
كم أود الصراخ
أو البكاء ..
هيا دموعي انصهري ..
أذيبيني معك ..
أمطري قلبي بزخات منك ..
لعلها تزيل الأسى ..
أو تمسح الحزن ..
أو تسيل حبر الألام ..

..........

قلبي ابكي هيا ..
لم تكتم آهاتك ؟؟
أوجعتني .. آلمتني .. ذبحتني ..
وأنت صامت ..
صمت يعلو كصراخ في ركن هادئ ..
آآآه ياوجع ..
آآآه يادمعة خائنة ..
لما تترفعين عن النزول الآن ؟؟
ألا تعلمين أن نزولك ..
ربما يطهر قلبي ..
ربما يرسل بعض الندى هناك ..
أصابه الجفاف ,, وأنت تبخلين ..
منذ متى ؟؟
أين ذهبت .. ولما لا تردين ؟؟

............

قلبي .. !!
هيا .. انفض عنك الأسى ..
صدقني .. لن يفيدك
إنه زائل وأنت معه ..
أم أنك تعشق تشبعك به ..
هل اعتدته وألفته ..
هل أصبحت لاترى الحياة بدونه ..
هل أصبح هو أكسجينا تتنفسه ..
وتضخه لرئتي محروقا .. متفحما .. ليحرق صدري أكثر وأكثر ..

..........

آآآآآآه وألف آآآآآآه منك ياقلب ..
أهلكتني .. أنهكتني ..
خارت قواي ..
كيف ساأبتعد عنك ..
وانت هناك .. ساكن بين الضلوع ..
ملكا متوجا على عرش هو لك .. مذ ولدت أنا ..

...........

ربما أترك نفسي لحلم ما ..
حلم بعيد عنك كل البعد ..
اعيش في ذلك العالم .. الخيالي ..
أسطورة أحياها ..
فربما أجد في حلمى أملا ..
ولكن هل ...... سأفعل ؟؟
حيرة تملكتني ..!!
أرى نفسي هناك .. في حديقة أحلامي ..
وسط أغصان جافة .. جاءها الخريف قبل أوانه ..
تساقطت أوراقها وامتلئت بها أرض جرداء ..
وأرى نفسي هناك ..
في نهاية تلك الجرداء ..
ألملم أشلاءا مبعثرة ,, وأجمع شظايا مكسورة ..
وأجر أذيال الخيبة ..
وأرحل ...
بلا أمل ...........

عندما تشرق الشمس

الوقت : قبل الفجر ..

سكون وهدوء يخيم على المكان
يخلو من كل صوت
حتى الهمس
تتصاعد نبضات
كأنها حائرة
الجدار عال أمامها .. يسد الطريق
تود التعلق بشئ
تتشبث بأظفارها في ذلك الجدار الصلد الأملس
تنزلقـــ ..
تحاول من جديد .. فــــ تنزلقــ مرة أخرى
تصر أن تنغرس فيه
لكنه كالفولاذ ... صلب وقاس

الوقت : حان الآن موعد شروق الشمس

عندما استسلمت بعد جهد جهيد
ورقدت على الأرض
تتصاعد أنفاسها التعبة
وينتفض قلبها
بحزن
وألم
وغربة
تسلسل ضوء دافئ من مكان ما
ربما نافذة صغيرة لم تلتفت لها في البداية
لكنها كانت موجودة هناك طوال الوقت
أنعشها ذلك الضوء الناعم
أنار لها الجدار
رأت بعض أشياء قد تساعدها على التسلق
ربما يكون الأمر صعبا
لكنه ليس مستحيلا أبدا
فقط بعض الجهد .. وقفزة هنا
ثم هناك وهكذا .. وتصل للأعلى
وترى الشمس حقا بدلا من ضوئها المتسلل من تلك النافذة
وهاهي ...
هل ترون ؟!!
إنها تصل ..
نعم
لقد وصلت .. وتخطت الحافة
وتقفز على الجهة الأخرى
المكان رحب وفسيح
أخضر عشبي .. يانع
هواء متجدد ومنعش يحمل تلك الرائحة ...

رائحة الأمل ...
________________

هكذا نكون عندما نصدم أو نخاف أو نشعر بحزن
تبدو أمامنا تلك المشكلات
جدار عال يسد طريق الخلاص
ربما لأننا نراه دوما من زاوية خاطئة
أو فقط لا يوجد ضوء كاف يساعدنا على استكشافه
حينها ربما نفقد الأمل ونيأس وننزوي منتظرين نهاية مصيرنا في استسلام

ولكن ....

عندما يتسلل بصيص خافت من ضوء
يرينا أين هو موقعنا
نستطيع أن نرى بوضوح ونقف ونحاول التخلص من تلك العوائق
لأنه هنا ..

يتجدد الأمل ..
فقط بوجودك ربي ..
دوما يوجد الأمل
فشكرا لأنك ربي ياالله .. وشكرا على بث الأمل في قلبي
فقط ..
عندما يذكر اسمك ياودود يالطيف

وتذكروا .. قوله تعالى .. { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }

إن كان ذنبا لنستغفر
وإن كان خوفا .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب
وإن كان حزنا .. فلا تنسوا نعمة النسيان
وإن كانت مشكلة تواجهنا ونستصعب حلها .. لاتنسوا الدعاء والنظر من زاوية أخرى

أحبك ربي .. وظني بك ..

يـقــين بكل خير إن شاء الله

متنفس

أحيانا يراودني شعور بالخوف ..
يؤلمني ..
يهز أعمدتي التي ترفع أملي إلى عنان السماء ..
يؤرقني ذلك الشعور .. ويقض مضجعي ..

ليس ضعفا في يقيني .. أو تراجعا في حسن ظني به تعالى ..
وإنما شيئا يخترق مسامي دون أن أملك القوة الكافية لردعه ..
يحاصرني أحيانا ..
ويحتال علي في أحيان أخرى ..
فقط يحاول الوصول إلى قلبي بشتى الطرق ..
فتضيق أنفاسي .. وتضيق علي الدنيا بما رحبت ..
شعور مؤلم هو ..
قاس هو .. وعنيف لايرحم ..

ولكن .....

مهما كانت قوته ..
يعود فيتراجع وينزوي في ركن بعيد ..
لأن أملي ويقيني بكل تأكيد أقوى منه .. أعنف منه ..
والأهم أحبه وأتمسك به أكثر منه ..

ربما يكون تراجعه هذا تكتيكيا ..
حتى ينهض من كبوته ويحاول الهجوم من جديد ..
ولكنه يعلم .. دوما يعلم .. علم اليقين ..
أنه سيعود مهزوما مدحورا مرة أخرى ..
وهكذا هي الحياة بين الأمل والخوف من الغد المجهول .. في داخل البشر ..
كر وفر ..
هجوم وتراجع ..
وأعود فأقول ..
أن الأمل مرتبط بحسن الظن بالله وموجود بوجوده عز وجل ..
فالأجدى والأحرى بنا ألا نفقده أبدا أو نترك الخوف يسيطر على قلوبنا ....